في القطاع غير الربحي، تتخذ المسؤولية الاجتماعية أشكالًا متعددة وتحقق المسؤولية الاجتماعية للشركات في القطاع غير الربحي العديد من النتائج الإيجابية، مثل تعزيز الهوية، وتحسين الانطباعات الإيجابية لدى الجمهور الرئيسي، وزيادة التطوع، والترويج الإيجابي، بالإضافة إلى القدرة على التأثير في الأجندات السياسية.
ويمكن تطبيق المساءلة التي تُقدمها مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات على المنظمات غير الربحية أيضًا وتُعدّ الشفافية في تقارير الأثر الاجتماعي، والحوكمة، والأخلاقيات، والتواصل، عوامل أساسية لنجاح المنظمات غير الربحية.
الفرق بين المسؤولية الاجتماعية والمسؤولية المجتمعية:
* المسؤولية الاجتماعية تركز على الالتزامات الفردية أو المؤسسية تجاه المجتمع وتتعلق بالمسؤوليات المباشرة التى يجب على الأفراد أو الشركات الوفاء بها وتشمل الأنشطة التي يقوم بها الأفراد أو الشركات لتحسين ظروف المجتمع، مثل التبرعات، والمشاركة في الأنشطة التطوعية، والتأثير الإيجابي على البيئة.
* المسؤولية المجتمعية تعد مفهوما أوسع يتناول التأثيرات الإيجابية التى يمكن أن تحدثها المؤسسات والأفراد على المجتمع بشكل عام فهي تتعلق بالاستدامة والتنمية الشاملة وتشمل جميع الأنشطة التي تعزز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة، مثل دعم المشاريع الاجتماعية، وتعزيز التعليم، والحفاظ على البيئة.
الاختلاف بين المفهومين:
بينما تركز المسؤولية الاجتماعية على الأفراد أو المؤسسات المحددة وما ينبغي عليهم القيام به،فإن المسؤولية المجتمعية تأخذ في الاعتبار الصورة الأكبر وتأثير هذه الأفعال على المجتمع ككل.
إلا أن كلا المفهومين يشيران إلى أهمية الالتزام تجاه المجتمع، ويعكسان الوعي بأهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف الاجتماعية، كماأن المسؤولية الاجتماعية يمكن أن تكون جزءا من المسؤولية المجتمعية، حيث أن الأفعال الفردية قد تسهم في تحسين الوضع العام للمجتمع، كما أن المسؤولية المجتمعية تشمل أيضا استراتيجيات طويلة الأمد للتنمية المستدامة، يينما قد تكون المسؤولية الاجتماعية أكثر تركيزا على الأفعال اللحظية أو القصيرة الأمد.
المسؤولية المجتمعية للشركات:
تعني تعزيز ورفع الوعي بمبادىء وممارسات المسئولية المجتمعية للشركات ودعم مبادرات الشركات المتعلقة بتطوير المجتمع في كافة مستويات التنمية المستدامة ودعم الفئات الأكثر احتياجا.
وتعد المسؤولية المجتمعية للشركات مفهوما حديثا يكتسب أهمية متزايدة في عالم الأعمال، وتشير المسؤولية المجتمعية إلى التزام الشركات بتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة،وذلك من خلال دمج القيم الأخلاقية والاجتماعية في استراتيجياتها التجارية
وتتأثر المسؤولية المجتمعية بعدد من العوامل التي تحدد مدى تطبيقها ونجاحها:
* دعم الإدارة والتزام القيادة العليا بالمبادئ الاجتماعية والبيئية.
* السياسات الحكومية والتشريعات تلعب دورا مهما في تشجيع الشركات على الالتزام بممارسات المسؤولية الاجتماعية.
* قيم المجتمع حيث تتأثر ممارسات المسؤولية الاجتماعية بقيم وتوقعات المجتمع، حيث يتمكن الأفراد والشركات من تلبية هذه التوقعات.
* التعليم والتوعية وزيادة الوعي حول أهمية المسؤولية المجتمعية من خلال البرامج التعليمية وورش العمل.
وتسهم المسؤولية المجتمعية بشكل كبير فى تحقيق التنمية المستدامة من خلال:
_تحسين جودة الحياة.
_حماية البيئة.
_تعزيز العدالة الاجتماعية.
_تشجيع الابتكار.
ويواجه القطاع غير الربحي العديد من القضايا الأخلاقية، وتشمل هذه القضايا مجالات مثل التعويضات؛ وتضارب المصالح؛ والمنشورات والطلبات؛ والنزاهة المالية؛ وسياسات الاستثمار؛ والمساءلة والإدارة الاستراتيجية ولهذا السبب، يُعدّ إعداد تقارير الأثر الاجتماعي أمرًا بالغ الأهمية لعمليات المنظمات غير الربحية، فهو يبني المصداقية والثقة، كما يُشجع على المساءلة والشفافية في السلوك.
وتحتاج المنظمات غير الربحية إلى رقابة مؤسسية أفضل، وتوعية عامة أكبر، ومقاييس أداء أكثر شفافية وشمولية . وينبغي أن يكون البرنامج فعالًا وطرق قياس الأثر الاجتماعي للمنظمة من أهم أولويات هذا القطاع، إن التواصل الفعال من خلال تقارير الأثر الاجتماعي يُعزز بيان المهمة ويدعمه.
وهناك أسباب تدفع المنظمات غير الحكومية وغير الربحية إلى الإبلاغ عن الاستدامة والأثر :
1_المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية لها بصمة وهي ملزمة أخلاقياً بتقليل بصمة تأثيرها قدر الإمكان.
2_لا يمكن للمنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية أن تطلب من الشركات ما لا ترغب في القيام به بنفسها (على سبيل المثال الشفافية والمساءلة والإفصاح الكامل عن العمليات).
3_يمكن للمنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية الاستفادة من زيادة توفير التكاليف نتيجة لإعداد التقارير عن المقاييس من جهود التأثير الاجتماعي والاستدامة.
4_يمكن للمنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية جذب المزيد من المواهب والمانحين المرموقين إلى منظماتهم والسماح للمستثمرين برؤيتهم على أنهم يتمتعون بسمعة طيبة ومصداقية.
تساعد وحدة مؤشرات الأداء الرئيسية للمسؤولية الاجتماعية للشركات على تحقيق أهدافها المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية من خلال جمع مؤشرات الأداء الرئيسية ذات الصلة وتحليلها ومراقبتها.
وبفضل هذه الوحدة يمكن للشركات جعل استراتيجيات الاستدامة الخاصة بها أكثر شفافية وقابلية للقياس من خلال تتبع وتقييم المؤشرات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية الرئيسية بشكل آني وهذا يُحوّل المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى عملية استراتيجية قائمة على البيانات، تُعزز الامتثال ومسؤولية الشركة على المدى الطويل.
وتُعدّ مؤشرات الأداء الرئيسية الرقمية للمسؤولية الاجتماعية للشركات أساسيةً لإدارة أداء الاستدامة في الشركات وتحسينه بفعالية، فهي تُوفر طريقةً مُهيكلةً وآليةً لقياس التقدم المُحرز في مختلف مجالات المسؤولية الاجتماعية للشركات، مثل حماية البيئة والمسؤولية الاجتماعية والعدالة الاقتصادية.
ويُتيح استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية الرقمية جمع البيانات بسرعة، وإعداد تقارير شفافة، والتحسين المُستمر لمبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات، فهي لا تُساعد فقط على تلبية المتطلبات القانونية، بل تُعزز أيضًا ثقة العملاء والمستثمرين وأصحاب المصلحة الآخرين من خلال إبراز توجه الشركة نحو الاستدامة.